الليالي السرمدية

من طرف ibrahim_22 الثلاثاء يونيو 09, 2009 1:37 am

حبيبتي :
- تحت ضوء شمعة خافت .. يتراقص خيالها ، على جدران غرفتي
بيدي سيجارتي .. تقارب على الانتهاء .. ناظرا من نافذتي إلى
أبعد نقطة في الفضاء ........... متسائلا بيني وبين نفسي ..
- ماذا بعد الظلام ؟
- أنه الصبح ..
بعد ساعات آنستي .. سيتنفس الصبح ، لتصبح ليلتي ماضيا .. فما أتفه حياة
الإنسان أن كانت ستصبح ماضيا .. وما أعجز أولائك الذين يفرضون
على أنفسهم القنوط والركود .. كأشباح تراها وقد صرعها وهج الشمس
وقت الظهيرة .. في صحراء قاحلة .. وهم يدركون أن حياتهم ستصبح
ماضيا ......... و ما أعجزهم يوم تراهم .. يطلبون لأنفسهم لحظة زمن
ولا يدركونها .. حينها ضاع من بين أيدهم الحاضر ..
ولا مستقبل لمن ربط ، نفسه بالذكريات ، وسجين من يعاشرها ، وليس عجيبا
أن اتسائل .. لمن الحزن واليأس والخنوع ..
و ما هي إلا حياة واحدة لا ترجع دقائقها ..
و ثوانيها أن فاتت ..
و ما جدوى التحسر على حب ضاع .. أو أمل أندثر .. أو قدر ولى
وأنحصر .. ما جدوى حبس مشاعر لامرأة لا تستحقها ..
و كأن الحياة خلت من مثيلاتها
الله تعالى :
- عدد الحياة لبني البشر !! ..
صيفا ، خريفا ، وشتاءا ، وربيعا ..
والبشر لا يريدونها إلا .. خريفا تذبل فيها أيامهم .
وشتاءا تتجمد فيه مشاعرهم .. وما أدركوا بعد سر وجودهم.
بالأمس . عشت قصة حب كنت فيها سعيدا .. اليوم سأعود أليها ، لا لأبكي
لحظاتها و أتحسر .. و أنما لأرى أي شيء جعلها قصة حب رائعة ..
لأعيد نسجها من جديد ، تلك هي المفارقة ، وذلك هو التغلب على الحياة
صار همها أكثر من هنائها .. و جمودها أكثر من تفتحها ..
و الأمر المألوف وبسيط لا يحتاج إلى فهم أو تفسير ..
بعد الحياة الموت !!

نعم .. أننا ندرك ذلك ، ومع هذا لا يهم منها .. سوى كونها طريق سار
عليها قبلنا لنسير علية
- غريب ، هل هذه هي الحياة ؟! .
ماض أندثر .. و مستقبلا يصير حاضرا .. ثم يؤول ماض ..
محطات متعاقبة هذا كل شيء .. ومع هذا نعيش الماضي و الذكريات
و المرأة التي قلبت موازين .. دموعنا وحيرتنا ، ونتلهف للعودة مع كل
لحظة عابرة .. ومع كل جلسة سمر ..
- لعل الماضي يعود غدا ؟
كلمة قلتها يوما .. لعل الماضي يعود غدا .. و لو عاد لعشنا الألم مرتين
والجرح مرتين .. والمأساة مرتين ..
- لم لا نعيش الحاضر ونتطلع إلى المستقبل .
- لم لا نبني أفكارنا للغد ..
- لم لا نستغل غيب المستقبل . لنجعل بواسطته حاضرنا جميلا ..
و لنتمتع . قبل أن يداهمنا الزمن بجيوشه ويدوس كل ما بنيناه فتحملنا
سجلات الوفيات .. ونشطب من سجلات الميلاد ..
******** وهي لحظة أتيت لا ريب فلنؤمن بها *******

[b]